Friday 6 March 2009

Alf lyla wa lyla - page - 2


ألف ليلة وليلة الصفحة : 2

فلما سمع أخوه كلامه قال له: أقسمت عليك بالله أن تخبرني بسبب رد لونك، فأعاد
عليه جميع ما رآه فقال شهر يار لأخيه شاه زمان : مرادى أن أنظر بعينى فقال له أخوه شاه زمان: اجعل أنك مسافر للصيد والقنص
واختف عندي وأنت تشاهد ذلك وتحققه عياناً، فنادى الملك من ساعته بالسفر فخرجت
العساكر والخيام إلى ظاهر المدينة وخرج الملك ثم أنه جلس في الخيام وقال
لغلمانه لا يدخل علي أحد، ثم أنه تنكر وخرج مختفياً إلى القصر الذي فيه أخوه
وجلس في الشباك المطل على البستان ساعة من الزمان وإذا بالجواري وسيدتهم
دخلوا مع العبيد وفعلوا كما قال أخوه واستمروا كذلك إلى العصر.
فلما رأى الملك شهريار ذلك الأمر طار عقله من رأسه وقال لأخيه شاه زمان: قم
بنا نسافر إلى حال سبيلنا وليس لنا حاجة بالملك حتى ننظر هل جرى لأحد مثلنا
أو لا فيكون موتنا خير من حياتنا، فأجابه لذلك. ثم أنهما خرجا من باب سري في
القصر ولم يزالا مسافرين أياماً وليالي إلى أن وصلا إلى شجرة في وسط مرج
عندها عين بجانب البحر المالح فشربا من تلك العين وجلسا يستريحان. فلما كان
بعد ساعة مضت من النهار وإذا هم بالبحر قد هاج وطلع منه عمود أسود صاعد إلى
السماء وهو قاصد تلك المرجة. فلما رأيا ذلك خافا وطلعا إلى أعلى الشجرة وكانت
عالية وصارا ينظران ماذا يكون الخبر، وإذا بجني طويل القامة عريض الهامة واسع
الصدر على رأسه صندوق فطلع إلى البر وأتى الشجرة التي هما فوقها وجلس تحتها
وفتح الصندوق وأخرج منه علبة ثم فتحها فخرجت منها صبية غراء بهية كأنها الشمس
المضيئة كما قال الشاعر: أشرقت في الدجى فلاح النهار واستنارت بنورها الأسحار
من سناها الشموس تشرق لما تنبدي وتنجـلـي الأقـمـار
تسجد الكـائنـات بـين يديهـا حين تبدو وتهتـك الأسـتـار
وإذا أومضت بروق حمـاهـا هطلت بالمدامع الأمـطـار
قال: فلما نظر إليها الجني قال: يا سيدة الحرائر التي قد اختطفتك ليلة عرسك
أريد أن أنام قليلاً، ثم أن الجني وضع رأسه على ركبتها ونام فرفعت رأسها إلى
أعلى الشجرة فرأت الملكين وهما فوق تلك الشجرة فرفعت رأس الجني من فوق
ركبتها ووضعتها على الأرض ووقفت تحت الشجرة وقالت لهما بالإشارة انزلا ولا
تخافا من هذا العفريت فقالا لها: بالله عليك أن تسامحينا من هذا الأمر، فقالت
لهما بالله عليكما أن تنزلا و إلا نبهت عليكما العفريت فيقتلكما شر قتلة،
فخافا ونزلا إليها فقامت لهما وقالت : ارصعا رصعاً عنيفاً و إلا أنبه عليكما
العفريت، فمن خوفهما قال الملك شهريار لأخيه الملك شاه زمان: يا أخي افعل ما
أمرتك به فقال: لا أفعل حتى تفعل أنت قبلي، وأخذا يتغامزان على نكاحها فقالت
لهما ما أراكما تتغامزان فإن لم تتقدما وتفعلا و إلا نبهت عليكما العفريت، فمن
خوفهما من الجني فعلا ما أمرتهما به فلما فرغا قالت لهما أقفا وأخرجت لهما من
جيبها كيساً وأخرجت لهما منه عقداً فيه خمسمائة وسبعون خاتماً، فقالت لهما:
أتدرون ما هذه? فقالا لها: لا ندري فقالت لهما أصحاب هذه الخواتم كلهم كانوا
يفعلون بي على غفلة قرن هذا العفريت فأعطياني خاتميكما أنتما الاثنان الآخران
فأعطياها من يديهما خاتمين فقالت لهما أن هذا العفريت قد اختطفني ليلة عرسي ثم
أنه وضعني في علبة وجعل العلبة داخل الصندوق ورمى على الصندوق سبعة أقفال
وجعلني في قاع البحر العجاج المتلاطم بالأمواج، ويعلم أن المرأة منا إذا
أرادت أمراً لم يغلبها شيء كما قال بعضهم: لا تأمنن إلى النـسـاء ولا تثق
بعهـودهـن
فرضاؤهن وسخطهن معلق بفـروجـهـن
يبدين وداً كـاذبـــا ًوالغدر حشو ثيابهـن
بحديث يوسف فاعتبر متحذراً من كيدهـن
أو ما تـرى إبـلـيس أخرج آدماً من أجلهن

No comments: