Friday 10 October 2008

قصة قصيرة - عودة راسبوتين

عودة راسبوتين
نظر الشيخ نصر إلى المرأة الجالسة أمامه تائهة النظرات
.قال : إحكى لى عن تلك الأحلام التى تزعجك ، صمتت خديجة قليلا، وكأنها تسترجع شريط الأحلام
قالت : أنا لا أرى أحلاما كاملة ، ولكنى أرى أشياء تزعجنى ، أنى أرى يداً بيضاء ثلجية تعبث بخصلات شعرى الأسود ، وأنا رأس فقط بلا جسد ، أرى قناعا غامضاً ملقى على سرير أزرق ، أرى سبع كواكب تسبح فى سماء بنفسجية ، أرى أصابع مرتعشة فى عمق الماء الأزرق تطارد سمكة صغيرة ، أرى بيضة وقد إنشقت قشرتها نصفين وخرج منها سحاب كثيف ، أرى عينان تلمعان فى سماء بعيدة تملؤها خطوط البرق المتعرجة ، قل لى ياسيدنا الشيخ ، إية معنى الأحلام دى ؟؟؟
.إتضجع الشيخ نصر على الأريكة قليلا ، وراح ينظر اِليها من خلف نظارته السميكة
. قال : إنت إخوانك إللى تحت الأرض ، مش راضيين عليكى
.صرخت : د ستور ياسيادى دستور
قال : متخافيش ياخديجه ، كل الأحلام إللى بتزعجك دى ، حتختفى
بدأ الشيخ نصر يطلق البخور ويتمتم بعبارات غير مفهومة ثم إستدار إليها قائلا : إنتى حامل ياست خديجه
إضطربت الست خديجه ، وحاولت أن تتكلم ، ولم تستطع ، ثم تماسكت
وقالت : مش ممكن ياشيخ نصر ، أنا جوزى راجل كبير فى السن ، و مفيش حاجه بينا من وقت طويل
قال الشيخ نصر : اليد البيضاء الثلجية التى تعبث بخصلات شعرك الأسود ، ده معناه علاقتك بجوزك ، اللى هوه كبير عنك فى السن ، لكن بيحبك ، أما القناع الغامض اللى على السرير ، فمعناه إنك بتخفى علاقتك مع حد تانى ، اللى هوه اليد اللى بتطارد السمكة الصغيرة فى الماء الأزرق ، أما الكواكب السبعة إللى فى السما البنفسجية معناه عدد الشهور إللى باقيه للولادة ، أما العيون إللى فى السما والبرق فده نذير غضب السما عليكى ، والبيضة إللى قشرتها إنقسمت وطلع منها سحاب كثيف ، ده الجنين إللى بتحاولى تتخلصى منه
نكست خديجة راْسها وهى ..تقول : والعمل ياشيخ نصر ؟؟ ده أنا طول عمرى واخده بالى ، وبآخد البرشام على طول
قال الشيخ نصر : متخافيش ، كل شىء حيكون على ما يرام ، الأول نراضى الأسياد ، وبعدين كل شىء حيبقى تمام
.قالت خديجه : أمرك ياسى الشيخ
نظر إليها الشيخ نصر نظرة متفحصة ، فهى إمرأة فى العقد الثالث من عمرها ، جميلة ، عيناها السوداوان ذات الأهداب الطويلة تبرق وكأنها عيون غزالة برية ، وجناتها المتوردة ، شفتاها الممتلئتان وتنفرجان عن أسنان ناصعة البياض ، ذراعاها البضتان ، وصدرها الممتلىء باِستدارة ،أفاق الشيخ نصر من نظراته الفاحصة
وقال : الأسياد طالببين خروف يكون له قرن واحد ، وديك أحمر يكون فيه نقطة بيضاء فى عرفه ، وفرختين عتاقى ريشهم لونه أسود ، وفار أبيض فى ود نه حسنه بنى
ردت الست خديجه : بس ياسيدنا الشيخ أنا حأعرف أجيب الحاجات دى إزاى ؟؟؟ ممكن أجيب لك الفلوس وتجيب إنت الحاجات دى ؟؟
رد الشيخ نصر : مفيش مانع ، بكرة تجيبى معاكى ألف جنيه
خرجت الست خديجه على أقرب صايغ لتبيع إسورة ذهب وغويشتين
قال الشيخ نصر لاُم السعد : إية الأخبار ؟؟
؟فردت ( والإبتسامة على شفتيها ) : وأنا برضة بجيب لك إلا القطط السمان ، وحياتك يادوب بدأت تحكى لى عن أحلامها ، وأنا عارفة حكايتها مع الباشمهندس جارها ، إلا وقلت : يابت ياُم السعد ، دى زبونه سقع ، ورحت نازله دوى على دماغها ، إن الشيخ نصر ليه كرامات كتير وهو اللى ممكن يعمل لك حجاب يضيع منك كل الأحلام المزعجة
ضحك الشيخ نصر وقال : الله يخيبك ياُم السعد ، دا إنتى قضية
ردت : تربية إيديك ياشيخ نصر
قال : طب قومى حضرى لنا لقمة ، ست إجواز حمام كده ، يالا ، ماهو رزق الهبل على المجانين
وضحكت اُم السعد ، وقامت تتمختر فى حركاتها
قال الشيخ نصر : خشى ياست خديجه ، الأسياد راضيين عنك النهارده ، وحيخلصوكى من الجنين من غير أى ألم ، نامى على السرير على جنبك اليمين ، وخلى كل هدومك جنب المبخرة ، عقبال ما أحضر البخور
لم تصدق اُم السعد اُذنيها ، إية الحكاية ؟؟ ده أى واحده كان بيكتب لها حجاب وبس ، وبعدين هوه عارف إنها مش حامل ولا حاجه ، معقوله الراجل عينه زاغت ؟؟؟ولم تصدق عينيها وهى ترى الشيخ نصر يطلق البخور على المرأة العارية ، ثم يخلع جلبابه وهو يقول للست خديجه أن روح الأسياد ستخلصها من الحمل ، وتطهرها
وبعد أن ترتدى الست خديجة ملابسها وهى تدعو للشيخ نصر بطول العمر ودوام الصحة
يقول : لازم تيجى بكره ، عشان الأسياد تكمل عملية التطهير
وتخرج الست خديجه
تمسك اُم السعد بخناق الشيخ نصر
.قائله : إية اللى عملته ده ياراجل ؟؟؟ إنت أى واحده كنت بتكتب لها حجاب وبس ، إيه اللى حصل لك ؟؟
يرد الشيخ نصر : ده عشان بحبك الدور
تصرخ اُم السعد : أى دور ياراجل يأبو عين زايغه ؟؟؟ هوه أنا مش ماليه عينيك ؟؟ وتعمل كده وأنا موجوده ، طب راعى شعورى
قال (مقاطعا ) : حلمك علية ياُم السعد ، إنت فاكره نفسك إيه ؟؟؟ إنت يادوب بتجيبى لى زباين ، وبتاخدى حقك وزياده ، غير آكلة ، شاربة ، نايمه
صرخت : بس إنت كنت وعدتنى بألجواز ياشيخ نصر
قال : وإنت ناقصك إيه من الجواز ياُم السعد ؟؟؟ الورقة ياعنى ؟؟
وفى اليوم التالى ، تحضر الست خديجة وينطلق البخور على الجسد العارى للست خديجة ، ويتمتم الشيخ نصر بعبارات غير مفهومة ، ويخلع جلبابه
يفتح الباب ، ويدخل إثنين من الضباط
الضابط : إنت مطلوب القبض عليك ياشيخ نصر ، بتهمة ممارسة الدجل
الضابط ( لبعض اُمناء الشرطة ) : هاتوا الست دى زى ما هيه ، بس غطوها بملاية
وتلوح إبتسامة عريضة على شفتى اُم السعد

No comments: