Monday 22 September 2008

قصة قصيرة - من فوق ظهر الحصان


من فوق ظهر الحصان
لم يعد غريبا ، أن المكشوف عنهم الحجاب ، هم إناس فى سن الشباب ، نسوة كن أو رجال ، بعد أن كان المكشوف عنهم الحجاب ، إما شيخ طاعن فى السن ، تتدلى على صدره لحية طولها نصف متر على الأقل ، أو شيخة قد أكل الدهر عليها وشرب ، فإذا بها مشروع لمومياء تكاثرت على وجهها خطوط المشيب وتقاطعت طولا وعرضا . كانت الشيخة زينب ، صبية جميلة ، كحيلة العينين ، مضمومة الشفتين ، فارعة الطول ، ملفوفة القوام ، ذات ثديين يرتفعان للأمام بثقة وتحدى ، ذات خصر نحيل ينحدر بنعومة على ردفين ممتلئين ولكن بتناسق مع قدها الممشوق . كان معروفاً فى القرية الصغيرة أن الشيخة زينب مكشوفاً عنها الحجاب ، وكان يقال أنها تمتلك كتاب أبو معشر ، الذى فيه حلول لكل المشاكل ، والذى يخبر عن مستقبل كل إنسان ، وكان النسوة فى القرية يشيعون عنها بأنها مخاوية للجن ، وأن كل رجل تتزوجه لا بد أن يموت فى ليلة الصباحية . لم تكن الشيخة زينب تعير إنتباهاً لكل هذه الإشاعات التى تعودت عليها ، وكانت دارها مفتوحة لكل من يريد أن يعرف حظه ومستقبله . كان المعلم سطوحى ، هو الزبون الدائم عندها ، وكان هو سيد شباب القرية الكل يخشى بطشه ، فهو مفتون بقوته وعضلاته المفتولة ، وقامته المنتصبة وشاربه المبروم ، وكان يمتطى حصاناً أبيض ، يلف به أزقة القرية ، متمخطراً على ظهره ، وقد عوج الطاقية على جنب ، ولف اللاسة النايلون حول عنقه . كان المعلم سطوحى يقضى سهراته عند الشيخة زينب ، وكان دائماً هناك ، بعض النسوة فى بيت الشيخة زينب ، فى الطابق العلوى . لكن المعلم سطوحى ، كان له مكانة خاصة ، فلم يكن يرضى إلا بألشيخة زينب ، بجمالها الفاتن ، وصوتها الساحر .لم يكن أحد يدرى بما يحدث فى الطابق العلوى ، بمنزل الشيخة زينب ، فقد كانت الشيخة زينب تقنع زبائنها بأن من يفشى السر سوف يكون حسابه مع الجن عسيراً ، وعلى هذا الأساس ، كانت الأمور تسير فى سهولة ويسر ، ودائماً أبداً هى الشيخة زينب المكشوف عنها الحجاب . ربط المعلم سطوحى لجام حصانه كالمعتاد بعامود النور ، أمام بيت الشيخة زينب ، ودخل عليها غرفتها وهى مستلقية على سريرها وقد أسندت ذراعيها خلف رأسها ، مال عليها يقبلها ، فلم تستجب لقبلاته قائلة أنها مريضة جداً وتشعر بغثيان ، أخذ يتطلع اليها ، عيناها السوداوان الكحيلتان ، تحملان بين جفنيها كل أسرار العالم ، شفتاها المضمومتان فيهما من السحر والجمال ما تعجز أن تسجله فرشاة أعظم فنان ، شفتان فيهما من الرقة والدعوة الى عالم آخر ، حين تنفرجان ، تتعالى صرخات الشهوة ، هل رأيت شفتان تجمعان بين البراءة والفجور ؟؟ هكذا كانت شفتاها ، ولكن خدودها التى كانت متوردة كفاكهة ناضجة تم قطفها من على الغصن تبدوا الآن مجهدة ، لكن جسدها ما زالت تتفجر فيه كل براكين الإثارة ولهيبها ، تباً لهذا المرض اللعين الذى يمنعها عنه ويحرمه من التمتع معها . لم يسألها هل يحضر لها طبيباً ، ولم يسألها هل تشعر بتحسن أم لا ، أنه ليس ذلك الإنسان المحب ، إن الذى يجمعهما هو الجنس ، وإذا مرضت فتباً لها وللمرض معاً . سألها : فيه حد فوق ؟؟ وأجابت بإيمائة من رأسها ..
وتابع سؤاله : مين الى فوق ؟؟وردت ببطء : ثلاث نسوان حضروا النهارده فوق ، لكن لسه مفيش حد من الرجاله وصل . بدأ يرتقى درجات السلم ، ثم ذهب الى الغرفة الأولى حيث كانت إمرأة مستلقية على السرير ،عارية تماماً ، سمراء البشرة ، تضع قناعا على وجهها ، مرسوم علية وجه قطة ، وكانت هذه طريقة الشيخة زينب ، أن تكون نساءها منقبات ، فلا يعرفهن أحد ، وأغلق الباب ، وكأنه لم يعجب بالبشرة السمراء .
توجه الى الغرفة الثانية وفتحها ، وكانت إمرأة بيضاء ترتدى قناع رسم علية وجه حصان ، أدارت وجهها بمجرد أن رأته وأعطته ظهرها ، وتطلع الى جسدها ، وقد تفجرت فيه براكين من نوع آخر ، هذه الذراعان الناعمتان وهذا الظهر الممشوق ، وتلك الأرداف الممتلئه وتلك الشامات التى توزعت على الظهر والردف الأيمن ، إنه يعرف عددها تماماً ، وكم داعبهم بأصابعه. راح كل شىء فيه يشتعل وهو يجذبها من ذراعها وينزع عنها النقاب وهو يصرخ : مش ممكن ، مش معقول.. ووجها لوجه أمام زوجته ، أم أولاده ، بنت الأصول ، بنت العمدة ..إرتسمت كل ملامح الرعب على وجهها ، وهو ينقض بكلتا يديه على عنقها وسط صرخاته الممزقة : مدد ياشيخة زينب .

No comments: