Tuesday 2 September 2008

2 - الدجاجة أولا - ام البيضة ؟؟


النمو ، من مظاهر الحياة
الإنسان والحيوان والطيور والأسماك والزواحف والنباتات ، تبدأ صغيرة وتنمو وتكبر وتزيد فى الحجم
وكذلك الغازات ، تنتشر ويزداد حجمها
والسوائل ، مع ارتفاع درجة حرارتها تزداد حجماً ، ولنشاهد ظاهرة المد فى البحار ، هى عملية زيادة فى الحجم والأجسام الصلبة ، تتمدد ويزداد حجمها بالتسخين مثلا ، أو با لتجميد كما فى حالة الماء ، أتناء تحوله من الحالة السائلة الى الحالة الصلبة
والنار ، كلما أعطيناها غذاء ، غازياً أو سائلاً أو صلباً ، فإنها تزيد حجماً وتكبر وتنمو
التكاثر ، من مظاهر الحياة
الإنسان يتزوج ويتكاثر ، والحيوان كذلك . والطيور والأسماك والزواحف والنبات والحشرات ، كلها تتزاوج وتتكاثر
وكذلك تتزاوج الغازات والسوائل والمواد الصلبة ، وإن كان تزاوج من نوع خاص ، يضحى فيه الزوجين بنفسهما فى سبيل إنجاب الإولاد ، وبالمناسبة ، ففى بعض الحشرات توجد تضحية أيضاً ، ولنأخد ذكر النحل ، مثلا للتضحية بحياتة عند اجتماعة بالملكة ليموت بعدها ، كذلك ذكر العقرب ، وإن كانت الأنثى لا تضحى بحياتها
لكن فى عالم الغازات الزوجان يضحيان
فالصوديوم يتحد مع الكلور ، ليتكون المولود الجديد ، كلوريد الصوديوم ، الملح ، وهو كائن جمع بين صفات أمه وأبيه ، وبالتالى أصبح مختلفا ً عنهما ، كل على حده ، فهما غازات ، ولكنه مادة صلبة
وقد يتزوج الأكسيجين من زوجتين من الهيدروجين ، وبذلك يضحى الجميع من أجل المولود الجديد ، الماء ، وهو يختلف فى صفاته عن ، كلا أمهاته وأبيه ، فهوسائل فى الحالة العادية ، وحتى لو كان فى الحالة الغازية كبخار ماء ، فهو مختلف عن صفات أبيه وأمهاته
وقد يكون الكبريت ، أبو عين زايغه ، اللى متجوز أربعه أكسيجين واتنين هيدروجين ، اللى هوه حمض الكبريتيك ، ممكن عينه تلوف على الصوديوم ، ويطلق الإثنين هيدروجين ، ويعمل مولود جديد ، كبريتات الصوديوم
واضح من كل ما سبق ، أن مظاهر الحياة متماثلة ، وأن الكون كله فى حالة حياة
إذن الموت ، شىء ظاهرى ، أى أنه ليس مطلق
أى أنه مجرد تحول فى العناصر ، من شكل ألى شكل ، فإختفاء الشىء لا يعنى أنه تلاشى ، فكما نعلم أن المادة لا تخلق من عدم ، فالمادة أيضاً لا تفنى ، اى لا تتلاشى ، أى لا تصبح فى العدم
فالخلق ، كان من العناصر ، والإختفاء قد يكون صورة من تحول الكائن الحى الى كائن حى أخر ، أى بصورة أخرى من نفس العناصر
نعطى مثالا ، المادة الصلبة قد تتسامى ، أى تتحول الى المادة الغازية مباشرة ، دون المرور بالحالة السائلة ، وليس معنى ذلك أنها فنت ، أو إنعدمت ، ولكن ما حدث ، أنها تحولت من شكل مرئى ، الى شكل غازى غير مرئى
مثال أخر ، تبخر السوائل المرئية ، تتحول الى غازات غير مر ئية ، لا يعنى أن المادة تلاشت ،ولكن يعنى أنها تحولت الى صورة أخرى ، فالعناصر ما زالت موجودة ، وتحول العناصر من الشكل المرئى الى الشكل الغازى ، قدينتج عنه ترابطات مع غازات وعناصر أخرى ، فتتكون مادة غازية أخرى
والجسم البشرى أو الحيوانى ، ما هو إلا بلايين من الخلايا ، والخلايا ما هى الا ملايين من الجزيئات ، والجزيئات ما هى الا عديد من الذرات مكونة من العديد من العناصر
فتحلل هذه الأجسام ، وتفككها الى عناصرها ، لا يعنى فنائها ، أو إنعدامها ، بل يعنى تحولها الى أشكال أُخرى من صور الحياة
فلو كان هناك محيظ ما ملىء بالماء فى زمن قديم ، وبه من الكائنات السابحة فيه كالأسماك ، ونتيجة لظروف طبيعية ما ، جفت هذه المياه ، فما مصير هذه الكائنات الحية ؟؟ طبعاً عدم القدرة على الإستمرار ، وبداية التحلل
ولنفترض أنه غطى هذه الكائنات ، رادم كبير من التربة والصخور ، فمع العمق والحرارة والضغط تتكون المواد البترولية ، وهى مجموعة من الهيدروكربونات ، أى عنصرى الكربون والهيدروجين ، عناصر أساسية فى تكويناتها
وقد يكتشف هذا البترول والغاز المصاحب ، الذى هو فى الأساس هذه الكائنات البحرية ، ثم نستخرجه ونستخدمه كوقود أونستخرج منه مواد ، تدخل فى صناعات عديدة ، مثل البلاستيك والأدوية وغيرها ، ونأخذ المتبقيات ونجعلها مادة أسفلت لشوارعنا ، وهى أساساً كانت كائنات بحرية وهكذا ، غابات ضخمة ، نتيجة لزلازل أو صدوع معينة ، إندثرت تحت العديد من الطبقات الصخرية ، فهى الأخرى قد تتحول بعدالتحلل الى مواد بترولية
كوارث ، مثل حادث العبارة ، سالم إكسبريس ، مئات الغرقى ، أصبحوا طعاماً للأسماك ، تحولت المادة البشرية ، بواسطة أنزيمات الأسماك ، الى لحوم اسماك
والأنزيمات تقوم بعمل تغيير التركيبات الكيميائية ، لتحول العناصر الأساسية المكونة ، الى مكونات لحوم الأسماك ، وقد يأتى الإنسان ويصطاد تلك الأسماك ، لنأكلها ، والأنزيمات البشرية تحول مرة أخرى ، العناصر بتركيبات كيميائية تتفق ولحم الإنسان ، وهكذا ، المادة لا تفنى ، لأن العناصر لا تفنى ، بل تتحول من صورة الى صورة ، وقد تعود الى نفس الصورة مرة أخرى ، فى شكل اآخر ، وقد يكون من نفس النوع
فالجسد الميت ظاهرياً ، تحت التربة ، يتحول بالتحلل وبأنزيمات التحلل ، الى ديدان ، تأكل هذا الجسد البشرى ، وقد تتحلل هذه الديدان الى العناصر مرة أخرى ، وقد يزرع نبات ، فيتغذى على هذه العناصر مرة أخرى ، ثم يأتى الإنسان ليأكل النبات ، أو يأتى الحيوان ، ليأكل النبات ، وبأنزيمات كل منهما ، يتحول الى مكونات تتفق وجسد كل منهما ، أى أن هذه العناصر تدخل دورات أخرى من صور الحياة
حتى العظام الراقدة ، هى عناصر ، ما زالت الإلكترونات تدور فى أفلاكها حول ذرات تلك العناصر ، مثل الكالسيوم ، ولم تفنى ، وإن كانت تبلى وتختفى ، فهذا لأنها قد تداخلت ، مع مرور الزمن ، وتفاعلت مع عناصر أخرى من التربة ، لتكوين مكونات التربة ، بكل عناصرها ، حتى لو لم يزرع فيها نبات ، وأعادت الدورة ، فهى مواد صلبة ، مكونه للصخور المختلفة ، بتكويناتها الذرية المختلفة ، نتيجة لإختلاف العناصر والمركبات ، وما زالت إلكتروناتها تدور فى أفلاك ذراتها ،وهى فى حالة حياة دائمة ، دوام الكون ، لأنها أزلية ، بدأت من الأزل
ولذلك فإن عناصر الجسد ، قد أتت من عناصر أجساد أخرى ، قد تكون بشرية أو حيوانية أو نباتية ، وسوف تدخل فى تركيب أجساد أخرى ، قد تكون بشرية أوحيوانية أونباتية ، وقد تصير غازية أو سائلة أو ترابية
وفى نهاية الحياة ، هل سيحاسب الجسد المتداخل العناصر ؟؟ أم هناك شيىء آخر متفرد ، يقع عليه الثواب والعقاب ؟؟
هذا ما سنتحدث فيه غداً

No comments: