Friday 5 September 2008

الدجاجة أولا - أم البيضة - 5

نزل آدم وحواءالى الأرض ، والشياطين من سلالة إبليس ، وبافى فصائل الجان الخيرة ، والملائكة ، كل يؤدى دوره
وأنجبت حواء ذكر وأُنثى فى بطن واحدة ، ثمتلتهم بذكر وأُنثى فى البطن الثانية ، وكبر الأطفال وأصبحوا فى سن التزاوج ،
عائلة صغيرة ، كان الأبوان يعلمان أبنائهما طريق الخير ، ويحذرانهم من الشيطان ، ويحكو لهم قصتهم ، وعلم الشيطان أنه لن يقدر على آدم وحواء ، فقدإستفادا من الدرس ، فلم لا يجرب مع الأولاد ، فليس لهم تجارب ، والسمع بالنصح ممكن أن يتلاشى مع الإلحاح بالغواية ، وكان أن زين لقابيل أن يتزوج من أخته التى ولدت معه وليس من أخته التى ولدت مع هابيل ، بالرغم من تعارض هذا مع رغبة الأبوين اللذين قررا أن كل إبن يتزوج من الإبنة التى فى البطن الأُخرى ، وراح الشيطان يلح على قابيل ، ليقود ثورة العصيان ، ليكون الدرس الثانى من الإختبار فى المواجهة ،وللمرة الثانية ، إنتصر الشيطان ، وقتل قابيل أخاه هابيل ، لأنه لم يحب لأخي ما يحبه لنفسه ، وسيطرت عليه نشوة الإنانية ،
وأفاق قابيل ، ولم يعرف كيف يخفى جريمته ، وكيف يواجه والديه ، وكان أن رأى طائر يحفر فى الأرض بمنقاره ليوارى جثة طائر قد مات ، ففعل مثل ذلك ليوارى جسدأخيه .
وإستمرت الحياة ، وتكاثرت البشرية ، وكبرت الرقعة لممارسة إختبارات المواجهة بين الخير والشر .
والعقل هو أداة التفكير والوعى والتفريق بين الخير والشر ، وهو ما يميز البشر عن سائر الكائنات المسيرة ، فهو أداة للتدبير والتخيل والإستمتاع بالحياة .
فكل الكائنات لها حواسها ، فلو جئنا لحاسة البصر ، فى الكائنات المسيرة كالحيوان والطير وغيرها ، هدفها أن تبصر فترى العيون طريقها وغذائها فتتحرك له .
والإنسان بجانب كل هذا مطالب بأن يرى آيات الله فى خلقه ، ليكون طريقه الى الهداية ، فيستمتع بجمال الألوان فى الكون وتناسقها وتناغمها ، فى تنوع النباتات والثمار ، فى تنوع الطيور بريشها الزاهى المختلف الألوان والأشكال ، فى تنوع مملكة الحيوان ، فى تنوع مملكة البحار من أسماك جميلة ألوانها خلابة .
أنه يسمو بالنظر إلى جمال الكون ، ويستمتع به ، فالعقل هنا يحول حاسة البصر الى متعة فى التأمل ، ورؤية هذا الجمال الكونى البديع بألوانه المختلفة ، والمخلوقات العديدة من نبات لصخور لطيور لإناس لحيوانات مختلفة ، وإن من لا يفعل ذلك فهو لا يستعمل عقله فى الإستمتاع بهذه الحاسة الهامة التى توصلك الى تدبر هذا الكون وأن لا بد من ورائه مبدع عظيم قادر .
وهناك حاسةالسمع ، والعقل يجعلنا نستمتع بهذه الحاسة ، فلتصغ بأُذنك لزقزقة العصافير ،لصوت هدير أمواج البحر ، لصياح الديوك ، لصهيل الخيل ، أن العقل يسمو بخيالاته مع أصوات الطبيعة ، ويبتكر العقل روائع الموسيقى ،فيبتكر آلة الناى بصوتها الشجى ، ثم يكتشف الأوتار ويؤلف الألحان ويتغنى بالكلمات ، ليستمتع بأُذنيه من حاسة السمع ، وحاسى السمع خلقت أيضاً لأنها وسيلة الربط للفهم بمفردات اللغة ، التى يتحاور بها الإنسان ، ويناجى بها خالقه وخالق الكون الذى علم الإنسان الكلام ، وعلمه الإسماء كلها .
وهناك حاسة اللمس ، فبالعقل يستمتع لإنسان بحاسة اللمس ، عن طريق الجلد ، المغطى لكل الجسم ، فبجانب أنه حماية لأعضاء الإنسان الداخلية ، وبه كل المراكز الحسية ، فبالعقل نشعر بالإستمتاع من نعومة ملمس الزهور ، والملابس ، والصخور الملساء ، ويتغلغل هذا الشعور بالمتعة الى داخلك ، وتشعر بالإستمتاع لملامسة قطرات الماء البارد لجسدك صيفا ً ، والدافىء شتاءاً ، وتشعر بإسترخاء وشفافية للذهن .
وهناك حاسة الذوق ، وبالعقل نستمتع بواسطة اللسان ، بتذوق المأكولات والأطعمة والفاكهة والخضروات ، فبالعقل إستطاع الإنسان أن يجعل من الطعام والشراب متعة ولذة ، ، فبدأ يتفنن فى إعداد العديد من الأنواع المختلفة .
وقد جعل الله اللسان معملا متكاملا ، يستطيع أن يفرق بين الحلو المسكر ، والمالح ، والحمضى ، والقلوى ، حتى أصبح الإنسان لا يأكل لأنه جائع ، مثل باقى الكائنات ، لا ، بل يأكل ليستمتع بحاسة الذوق ، حتى وصل الأمر الى أنه فى بعض الحفلات الكبرى فى القصور ، كانت تمد الموائد ، ويظل الأفراد يتذوقون المأكولات ، ثم يذهبون لأفراغ ما فى معدتهم ، ليعاودوا التذوق لمأكولات أخرى ، فغير الإنسان بذلك غريزة الإحساس بالجوع ، التى تحدث للكائنات الأخرى لتناول طعامها حتى تشبع ، لتنمو أو تحافظ على حياتها ، غيرها الى متعة تذوق لا تقف عند حد أو نوع ، والكائنات الأخرى تأكل فى حدود معينة ، وأنواعاً معينة ، فالحصان مثلا لو وضعت أمامه لحوما ً لا يأكل ولو كان جوعاناً ، لأنه يأكل الخضروات والنباتات . والنمر والأسد تأكل اللحوم ولا تأكل الخضروات ، ولكن الإنسان تضع أمامه كل شيىء فيأكل ويستمتع .
ولقد منحه الله هه الصفة فى أكل كل شيىء ، لحوم ونباتات وأسماك وطيور ، حتى يستمر ويتكاثر تحت كل الظروف .
لأن الظروف الطبيعية قدتؤثر على الكائن ، وتؤدى الى إنقراضه ، ففى العهود القديمة، كانت هناك حيوانات قوية وضخمة كالديناصور والماموث وغيرها ، وكانت تتغذى على الإشجار والنباتات ، ولكن نتيجة لتعرض الأرض لزلازل وتصدعات وحرائق للغابات ، وجدت هذه الكائنات القوية أنها فقدت مصدر غذائها ، فإنقرضت لأنها لا تأكل اللحوم المتوفرة حولها من حيوانات أضعف منها ، .
فالحياة ليست دائماً للأقوى والأضخم .
وهناك حاسة الشم ، وغداً نكمل

No comments: