Monday 8 September 2008

الدجاجة أولا - أم البيضة - 8

نأ تى للنقطة الثالثة ، فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان
وأقول : أن هذه هى أصعب المواقف وأشدها ، لأنها التى تحتوى على العنف ، ولذلك هى تنحصر مرة أخرى فى كل راع لرعيته ، فأنا أحصرها فى أسرتى ، ولا يحق لى أن أتعدى هذا النطاق ، فكل فى رعيته ، والدولة هى المسؤلة عن كل الرعايا
أقول تحتوى على العنف ، لأنها إرتبطت بالقلب ، وبالطبع المقصود هنا القلب الضعيف ، لأنه يقارنه بالإيمان الضعيف وهو ما قلت أنه القلب الذى يستثار بسرعة فيتدفق الدم فى الشرايين ، ويفرز هرمون الأدريالين فى الدم بجرعات أكبر ويكون الغضب
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوى خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير
قلنا أن المؤمن الضعيف هنا هو ذو القلب الضعيف الذى يستثار بسرعة فيغضب حتى لو كان للحق أحياناً ، ولذلك قيل أنه فى كل خير ، ، ولكن الأفضل منه المؤمن القوى ، أى من يتمالك نفسه عندالغضب ، فهذا ذو القلب القوى ، وهذا ينجح دائماً فى تغيير المنكر فى الحالة الأولى بسد الذرائع ، وفى الحالة الثانية باللسان العاقل ، ذو القلب القوى الذى لا يستثار ، ذو النفس الطويل كما يقولون ، حتى لو ظل المنكر يجادله طويلا ، فهو له الحجة الواضحة
ولكن الحديث يشير الى أذا لم يوجد هذا النفس الطويل وتعب المجادل ، لأن المنكر ما زال فى بيته ، ولم تشفع النصيحة والحوار ، فأن وصل هذا المؤمن الى أن استثار قلبه فتدفق الدم ووصل الى الغضب ، وعنف أهل بيته أو ضرب إبنته تحت هذا الجو الإنفعالى ، فلا بأس من ذلك ، مع أن هذا أضعف الإيمان ، لأن بالهدوءوالإقناع والصبر وطول البال وسياسة النفس الطويل فى داخل أسرتك هى الأفضل عند الله ، لأن الله يريد أن ينفذ الإنسان الشىء بإقتناع عقله ، وليس بإرهاب حواسه ، لأنه عنصر التخيير المطلوب دائماً
والوالى هنا ناصح لوليته ، بالرغم أن هناك ناصح قبل منه ، وهم الملائكة ، اللذين بمجرد أن يلهم الشيطان النفس شيئاً ويزينه لها ، تدخل الملائكة طرفا لتوضح الحقيقة ليتحرك العقل وتدور الفكرة فيه فى تصارع بين الصح والخطأ
ولكن المتشددون والراغبين فى لوى حقائق الإمور ، يفسرون ، أوبمعنى آخر يشرحون الحديث بما لا تحتمله الكلمات ، ويتبعون اللفظ كالآتى : من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان
فيشرحون أن التغيير بالقلب أضعف الإيمان ، ولم يفهموا معنى التغيير بالقلب ، ومن ثم اللسان أقوى إيمانا ، ثم بالتالى اليد هى الأقوى إيماناً ، وهم يريدون أن يكونوا أقوى إيماناً ، فإذاً لا بد من التغيير باليد
والترتيب صحيح ، ولكن الفهم هوالخاطىء
فالتغيير بأليد هو الأقوى إيماناً ، لأنه فعل ، وهو سد الذرائع ، وكل فى نطاق أسرته ، والدولة كل فى نطاق عمله
إذا غير كل فرد وكل والى وفعل هذا الفعل فعلا وسد الذرائع عن المنكرات ، فهذا أكبر شىء يحبه الله ، وكيف لا يحب الله والياً يسد الذرائع على المنكرات قبل أن تحدث ، إن هذا ما يريده فعلا ويطالبنا به
فإذا طالبنا بغض البصر ، فهى لسدالذرائع ، والمؤمن القوى هو من يستطيع أن يفعل ذلك فعلا
ولماذا طالب النساء بأن يسدلن من جلابيبهن ، وألا يضربن فى الأرض ؟؟ أليس خشية أن يطمع الذين فى قلوبهم مرض ، اى قلبهم مريض أى ضعيف أى يستثار بسرعة وتتدفق الدماء فى الشرايين وتستثار الشهوات ، إذن الطلب هو لسدالذرائع ، ومن إستطاعت أن تفغل ذلك فهى مؤمنة قوية
وأعود فأقول إذن التغيير باليد هو الأقوى إيماناً ، لأنه فعل سد الذرائع ، وكل مسؤل عن نفسه وعن رعيته
وثانياً : فإن لم يستطع فبلسانه ، فهو بإيمان قوى ، لأنه يتضمن النصيحة والإرشاد ، والعقل والحجة ، والقدرة على المواجهة ، وهو للإنسان فى نطاق أسرته وأصدقائه ومعارفه ، ولكبير الحى فى حيه ، ولشيخ القبيلة فى قبيلته ، وللحاكم فى إمارته أو بلده
وثالثاً فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان ، أى هذا هوالأقل إيماناً ، لأنه الأكثر عنفاً ، وينتج عن القلب الضعيف بما يستثير الغضب وعدم التحكم و القدرة فى تمالك الأعصاب
ودعونا نناقش المجادل فى ذلك بطريقة أخرى ، بأن نأخذ أيضاَ بحرفية اللفظ
فى حالة المرأة الغير محتشمة ، التى ترتدى ثياباً خليعة ، وتتحدث بطريقة مثيرة ، وأنا رئيت هذا المنكر ، لأنها تتوجه لى مثلا بهذه الملابس الخليعة وبهذا الحديث المبتذل ، فأنا أريدأن أغير هذا المنكر بيدى ، حسناً ، فسوف أخلع ردائى وأغطيها به ، فأحمى عينى من ذلك الرداء الخليع وبذلك أكون قد غيرت هذا الملبس الخليع لرداء محتشم بيدى ، وبما فعلته ، ألم أغيره بيدى فى هذه الحالة ؟؟ وتتفق مع التسلسل الطبيعى وهو اللين وسد الذرائع
ولكنها تحدثنى بأبتذال فماذا أفعل ؟ إذن أنا لم أستطع بما فعلته من وقف إبتذالها فى الحدبث ، فأبدأ معها بألحديث نصحاً وإرشادا ً ، وبعقل ، وبذلك أكون قد تدرجت معها ، وأكون قد حققت لفظياً فإن لم يستطع فبلسانه
ولنفترض أنها لم ترتدع بما فعلت ولم يؤثر فيها كلامى ، نأتى الى النقطة الثالثة فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان ، أى فى هذع الحالة سأتركها وأنا أدعو أن يهديها الله وينير لها الطريق الصحيح
اليس هذا التفسير اللفطى فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان ، لأننى لم أستطع معها شيئاً أفعله إلا وفعلته ، ولكن ما باليد حيلة
هل يعجبهم هذا التفسير اللفظى ؟؟ وهل إذا كانت إبنتى أو زوجتى أوأختى وشاهدت عليها منكراً فى لبسها الخليع أو حديثها الأكثر خلاعة ، وسترتها بالرداء وحدثتها ونصحتها ولم ترتدع ، هل أتركها وشأنها ؟؟
أتوقع أن الأصح هو إتباع
أولا :التغيير باليد ، وهوسد الذرائع
ثانياً : التصعيد بالنصح والإرشاد والتوجيه وهو باللسان
ثالثاً : بالمقدرة على الإستمرار فى النصح ، والصبر وطول النفس ، كمؤمن قوى ، ذو قلب قوى ، أو حتى المؤمن الضعيف ذو القلب الضعيف ، الذى قد يعنف ويضرب إبنته أو أخته أو زوجته ، ويستخدم بذلك أقصى الدرجات ، وهذا هو فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان
فهذا العنف هو أضعف الإيمان
إذن العنف ليس من اليد للمؤمن القوى ، وإنما من القلب الضعيف لمؤمن ضعيف
وغداً نكمل

No comments: