Saturday 20 September 2008

قصة قصيرة - وكانت النساء عاريات محترمات -1250 ب . ن


(. وكانت النساء عاريات محترمات ؟ - 1250( ب. ن
الزمان ( سنة 1250 بعد الحرب النوويه )المكان ( أحد الكهوف الصغيرة المطله على إحدى الشواطىء )كان قرص الشمس قد بدأ فى الصعود فا رداً أجنحته الذهبية على أوراق الأشجار الخضراء ، المبللة بقطرات الندى ، وراء الأفق الممتد ، بإمتداد الشاطىء ، متسللا بأشعته داخل الكوخ الصغير ، حيث كان الزوجان ما زالا يغطان فى نوم عميق . إستيقظت الزوجة وراحت تتثائب ، وإقتربت من زوجها لتوقظه ، منبهة له بطلوع الشمس ، وإعلامه بأن الجميع قد إتجهوا نحو الشاطىء .. قالت : هيا يازوجى الحبيب ، هل سنقضى أجازتنا فى النوم ؟؟بدأ الزوج ينتبه من أحلامه ، حاول أن يغمض عينيه ، تمنى أن يكمل حلمه الجميل ، لقد رأى نفسه مرتدياً كا مل ملابسه وهو فى أحضان حورية جميلة ترتدى ثوبا طويلا مثيراً ، وقد تعانقا ، حتى أفا ق على صوت زوجته ينتزعه من حلمه الجميل .أخذ وعاء من الخشب مملوء بألماء ووقف بألقرب من باب الكوخ ، يصب قليل من الماء لزوجته لتغسل وجهها ، ثم ناولها الوعاء لتصب له الماء ، نظر حوله ، لقد خرج معظم الناس من الأكواخ وإتجهوا نحو الشاطىء الممتد عراة ، وإن كان بعضهم يرتدى الأقمشة المنسوجة يدويا بواسطة الأنوال ، على هيئة ثياب بسيطة .قال لزوجته : هيا بنا ، وتهادت على رمال الشاطىء ، وتماوجت أشعة الشمس على جسدها العارى البض ، وقد إكتسى بأ للون البرونزى ، وتبعها وقد أحاط وسطه بقطعة من القماش .أخذا يسبحان فى الماء الدافىء ، لفترة ، ثم إستلقى الزوج على رما ل الشاطىء وهو يبتسم ، وقد تذكر حلمه الجميل ، ولكن هاهى زوجته تنتزعه من خيالا ته ، وهى تميل عليه ..قالت : اُريد أن أرتدى ثوباً .نظر إليها مستغرباً طلبها المفاجىء ، وقد إرتسمت علامات الغضب على وجهه ، وهو ينتفض جالساً ..قائلا ( فى عصبية وإ نفعا ل ) : ماذا تقولين ؟؟ هل أصابك مس من الجنون ؟؟ أننى لا يمكن أن اُوافق على أن تكونى ملتقى لنظرات الرجال الجائعة ..قالت (مقاطعه ) : اُنظر حولك !! أليس هناك اُخريات يرتدين الثياب ؟؟قا ل ( وقد إزداد غضبه ) : وهل تريدين أن تكونى مثلهن ؟؟ إنهن نساء الطبقات الراقية الخليعة ، إنهن بإرتدائهن هذه الثياب يثرن غرائز الرجال ، فتنتشر الفاحشة ، أننى أتحداك إن كانت إحدهن ترتدى هذه الثياب لزوجها ، داخل كوخها ، إن الشىء المنطقى هو أن ترتدى المرأة الثياب لزوجها وليس للآخرين ، أنا لا أعرف ماذا حدث فى هذه الدنيا ..
قالت : لماذا أنت إذن ترتدى قطعة من الثياب حول وسطك ، ألا ترى أيضاً أن النساء تنظر إليك ، وتكاد أن تلتهمك عيونهن .. أجاب سريعا : أنا رجل ، ولو إرتد يت كل الملا بس ، فلا يوجد غيرك ياحبيبتى فى حيا تى ، فلماذا هذه الغيرة العمياء ، لا بد أن تكونى سعيدة ، إذا نظرت نحوى كل النساء ، ولكن لا يجذبنى إلا جمالك أنت وحدك .أجابت : أنها نفس مشاعرى ، حتى بإرتدائى الثياب ، فأنا لا أكترث لنظرات الرجال ، فأنت حبيبى وكل حياتى .قال ( فى عصبية وإنفعال ) : ألا تخجلين من هذا الحديث ؟؟ أننى تزوجتك لأنك من عائلة محافظة عارية ، ألا تذكرين أيام خطبتى لك ، وقد فوجئت بك يوماً ترتدين لباساً للبحر ؟؟ وقد سألتك بنزعه فوراً .أجابت ( وقد إعتصر قلبها الحزن ) : نعم ياحبيبى ، أذكر هذا ، ولكن ذاك من زمن بعيد ، أكثر من عشر سنوات مضت ، حيث كانت كل النساء عاريات محترمات ، أما الأن فقد ظهرت الموضة الحديثة بالفساتين الشفافة .. وصرخ ( مقاطعا ) : وهل وجب علينا أن نمضى خلف هذه الموضات الحديثة ، ولربما تسألينى غداً برغبتك فى إرتداء فستان طويل ، إن هذا هو الجنون بعينه .قالت ( مبرره ) : لا بد ياحبيبى أن نتجاوب مع المتغيرات ، من الموضة الحديثه وغيرها ، وإلا وصفنا الناس بألمتخلفين ..قال ( محاولا إنهاء الحوار لصالحه ) : نعم أنا متخلف ورجعى ، ولا يمكن أوافقك على إرتداء الثياب ، كيف سينظر إلى الرجال إذا انا وافقتك الرأى ؟؟ وكذلك عائلتى ، ماذا سيقولون ؟؟ أكيد سيقولون بأننى فقدت السيطرة على اُسرتى ..قالت : ياحبيبى لا داعى لهذا الفكر المنغلق . أجاب بسرعة : هذا ليس فكراً منغلقاً ، وأنت تعلمين بأننى من عائلة متدينة ، بل شديدة التمسك بتعاليم الدين ، إن الله قد خلقنا عرايا ، فهل يأ تى الزمن الذى أسمح لك أن ترتدى أى ملابس أمام الغرباء ، كلا ، وألف كلا . نظر إليها وقد لاحظ الحزن يطغى على نظراتها ، فحا ول أن يقلل من إنفعالاته الحا ده ..قال : أنى لا أمنعك من إرتداء ما تشائين من ثياب ، وفساتين طويلة ، داخل الكوخ ، فهذا يسعدنى ، أفضل من رؤيتى لك عارية طوال النهار ، وفى الليل لا ترغبين فى إرتداء ولو قطعة واحدة من الثياب .!! أنه لغريب حقا ، أن النساء يرغبن فى إرتداء الثياب خارج الكوخ ، بدلا من إرتدائها داخله ، ولإسعاد أزواجهن .بدأت سحابات من الغضب تتجمع لتكسو وجهها بمزيد من الحزن ألذى تسلل إلى قلبها ، وراحت تحد ث شياطينها : إذا كان هو يدعى ألتمسك بتعاليم الدين ، فسوف اُعاملة بمثل ما يدعى ، وسأ كون أكثر تدينا ، ولن أرتدى أمامه شيئاً أبد .. وبدأت تمزق ملابسها !!!

No comments: