Monday 1 September 2008

الدجاجة أولا - أم البيضة ؟؟ - 1

اليوم هو الأول من رمضان ، شهر الصيام ، كل عام وأنتم بخير
فكرت فى أن أبدأ فى مدونة كلها بأللغة العربية ، تضم يومياتى وأفكارى ، وأعيد نشر مؤلفاتى من القصص ، حتى يكون هذا الركن خالصاً بدون مزاحمة من لغات أُخرى
كان أمامى خياران ، اما ان أبدأ فى تصميم الموقع ، وهذا يحتاج لوقت وجهد
والخيار الآخر هو أن أبدأ بالموضوعات والأفكار ، وليكن تصميم الموقع ينمو تدريجيا مع الأيام
وكان الخيار الثانى هو المرجح
ولنبدأ موضوع اليوم
هل الدجاجة وجدت أولآً أم البيضة ؟
سؤال قديم ، شغل العقل قديما ، طرأ على ذهنى وأنا أفكر فى إيجاد أسئلة لنجرى من خلالها مسابقات فى المعلومات ، بين أولادى هدفها التسلية ، وكان بالطبع لا بد أن يكون للسؤال إجابة ، وعندما تسلل هذا السؤال إلى رأسى وجدتنى أبتسم من الحيرة ، التى وقعت فيها ، فإذا قال إبنى الدجاجة وجدت أولا ، هل سأقول له كيف ؟ إذا كانت الدجاجة لا بد أن تخرج أولا من البيضة ثم تنمو لتصبح دجاجة ، سأقع فى الحيرة لأنه بتلقائية سيقول ان الدجاجة هى التى تبيض البيضة ،وسأقع فى الحيرة ومعى أولادى طبعاً ، فتركت هذا الموضوع جانباً
لكن بعد فترة من الزمن ، أخذ يلح على ذهنى ، ويتشعب منه مئات من الأسئلة ، عن الخلق والحياة والإنسان ، وما وصل اليه من علوم ، وهل هناك فرق بينه وبين الكائنات الأخرى ، والكون المرئى والغير مرئى ، والخوارق والطبيعة والعناصر
، وجدتنى أغرق فى العديد من الموضوعات ولكنها كلها تلح على ذهنى فى أن أفكر فيها بعمق
وعلى مدى أيام وكلما خلدت إلى وحدتى ، تشعبت هذه الأفكار ، وهو ما دفعنى لأسطر هذه الخواطر
ما هى مظاهر الحياة ، وما هوالموت ، وهل هناك مظاهر للحياة يختص بها الإنسان عن غيره من المخلوقات ؟؟
الإنسان كائن حى ، كذلك الحيوان والطيور والأسماك والزواحف كائنات حية
كذلك النباتات والحشرات كائنات حية
ولكن هناك أيضا الماء والهواء والصخور ، أو قد نقول المواد السائلة والغازية والجماد ، فهل فيها حياة أيضاً ؟؟
وهناك تقسيمات أُخرى للمادة : - هوائى ومائى وترابى ونارى
وإذا قصدنا بالهوائى الحالة الغازية ، والمائى ، الحالة السائلة ، والترابى ، بالحالة الصلبة أو الجماد
فالنار تختلف ، فهى ناتج إحتراق لبعض الغازات وبعض السوائل وبعض الأجسام الصلبة
وأذا تحدثنا عن الحركة كأحد مظاهر الحياة
فكل الكائنات تتحرك ، الإنسان والحيوان والطيور والأسماك والزواحف والنبات والحشرات ، والكائنات وحيدة الخلية ، وأن كان لكل كائن حركته الخاصة ، والوسط الذى يتحرك فيه
فالإنسان يتحرك على اليابسة ، فيمشى على قدميه ، وقد يسبح فى الماء
وكذلك الحيوان ، يمشى على قدميه ، وقد يسبح فى الماء
والطائر يسبح فى الهواء طائراً بجناحيه كما يسير على الأرض بقدميه ، كما يطفوعلى الماء
وهناك الأسماك تعيش فى الماء ، وتتحرك بواسطة زعانفها المختلفة
والزواحف تعيش على اليابسة ، وقد تسبح فى الماء
والنبات ينمو على الأرض ويتحرك ، وإن كانت حركته محدودة ، فزهرة عبادالشمس تتجه ناحية الشمس من الشروق إلى الغروب
وهناك نبات يقال له الست المستحية الذى تقفل أوراقه بمجرد ملامسته لشىء
وهناك جذور النبات تخترق التربة وتتفرع بداخلها ، كما ترتفع الساق لأعلى وتتفرع لأغصان
ومن أنواع الحركة فى النبات مثل النبات صائد الحشرات ، الذى يظهر وكأنه فك مفتوح ، وأذا سقطت به حشرة أغلق عليها ليلتهمها
وأذا أتينا إلى المادة الغازية فإنها أيضاً فى حالةحركة ، فجزيئات الغازات فى حالة حركة وإنتشار مستمر
والسوائل ، جزيئاتها فى حالة حركة مستمرة وإن كانت فى حيزصغير ، نتيجة لشدة الترابط والتقارب بين الجزيئات
والمادة الصلبة هى أيضاً فى حالة حركة ، فجزيئاتها تتحرك وإن كانت فى حيزأصغر ، لقوة الترابط بين الجزيئات
والنار ، نتيجة إشتعال غاز أو سائل أو مادة صلبة ، تكون فى حالة حركة
وأياً كانت المادة ، فهى مكونة من عناصر ، والعناصر بها تركيب دقيق من نواة ونيترونات موجبة الشحنة ، وإلكترونات فى أفلاك تحمل شحنات سالبة ، وكلها فى حالة حركة
والنظرية التى تقول أن الجسم الساكن يظل ساكناً حتى يؤثر عليه مؤثر خارجى ، أرى أنها خاطئة ، لأنه لا يوجد جسم ساكن إطلاقاً
لأن أبسط دليل هو أن الكترونات عناصره دائمة الحركة ، والدليل الآخر أن الأرض بكل تكوينها من غلاف غازى ، أو الماء واليابسة ، كلها تدور حول الشمس دورة واحدة فى السنة ، كما تدور حول نفسها دورة فى اليوم ، ودورانها حول الشمس ينتج عنه الفصول الأربعة الربيع والصيف والخريف والشتاء ، ودورانها حول نفسها ينتج عنه الليل والنهار ، وبالتالى دوران الأرض بكل مكوناتها حول الشمس أو حول نفسها ، يدل على أن تلك المكونات تدور معها وبنفس سرعتها ، أى تتحرك معها ، وبالتالى لا يوجد جسم فى حالة سكون ، بل فى حركة دائمة مطلقة ، وإن كان الجسم ساكناً فهو سكون ظاهرى فقط
فالإنسان الذى يركب قطاراً أو طائرة ويجلس على المقعد فى سكون ظاهرى هو أساسا يتحرك مع القطار أوالطائرة وبنفس السرعة ، وإن كان لا يشعر بهذه السرعة لإلتصاقه بالجسم المتحرك ، ولذلك فنحن لا نشعر بسرعة حركة الأرض لأننا فى التصاق بها ، وفى نطاق جاذبيتها ، والجاذبية هنا كأنها رباط يشدنا الى الشىء المنجذبين إليه ، ولكل جسم جاذبية ، ولكن حجم الجسم كلما زاد ، زادت معه قوة الجاذبية
وبالتالى إذا أمسكت بكرة صغيرة بيدى ثم تركتها تسقط على الأرض ، الحقيقة غير ذلك ، الحقيقة أن الكرة الصغيرة سقطت على الكرة الكبيرة فى الوقت الذى سقطت فيه الكرة الكبيرة على الكرة الصغيرة ، فكلاهما جذبت الأخرى ، ولكن بمقارنة حجم الكرة الصغيرة مع حجم الكرة الأرضية فالنتيجة هى جذب الصغيرة للكبيرة جذباً بسيطاً ، أما الكبيرة فسيكون جذبها كبيراً للكرة الصغيرة ، وبالتالى الذى تشاهده هو سقوط الكرة الصغيرة على الأرض ، وهكذا كل شىء ما دام فى نطاق هذه الجاذبية
ولماذا لا يسقط الطائر على الأرض ؟؟
هنا تذكر لو ربطنا كرة صغيرة بحبل ، وأدرت هذا الحبل بشدة فستدور الكرة ، ولكن فى دائرة ودائماً مشدودة الى يدك ، وإذا تركتها تفلت من يدك ، ستبعد الكرة بمقدار السرعة التى كنت تحركها بها ، إذن لكى تخرج من نطاق الجذب لا بد أن تكون هناك قوة دفع ، وهو ما يفعله محرك الطائرة أو جناح الطائر لتوفير هذه القوة
والإلكترون السالب يدور أيضاً حول النواة التى بها الشحنة الموجبة بطاقة حركة ، فى فلك له طاقة وضع معينة ، إذا إكتسب الإلكترون طاقة أعلى من طاقة هذا الفلك نتيجة إمداده بطاقة خارجية ، فأنه ينطلق خارج هذا المدار إلى مدار أعلى ، ولو فقد هذه الطاقة لعاد مرة أخرى الى مداره ، ولو فقد أكثر ، تجذبه النواة الى مدار أقل
إذن كل ما فى الكون فى حالة حركة دائمة ، لأن الكون مكون من عناصر ، مكوناتها فى حالة حركة
ومن مظاهر الحياة النمو . وغدا نكمل

No comments: