Wednesday 3 September 2008

الدجاجة أولا - ام البيضة -3

فى نهاية الحياة ، هل سيحاسب الجسد المتداخل العناصر ، أم هناك شىء آخر متفرد ، يقع عليه الثواب والعقاب ، هل هى النفس ؟؟ أم الروح ؟؟ وماهى النفس ؟؟ وما هى الروح ؟؟
وهل الروح تدخل الجسد مرات مختلفة لتأخذ فرص فى الحياة مرات عديدة ، حتى يحين الميعاد ؟؟ أم تظل هائمة ؟؟
وهل إذا دخلت فى أجساد جديدة ، على فترات من حياتها ، فهل تكرر أفعالها ؟؟
يقال ، النفس أمارة بالسوء ، ويقال هناك النفس اللوامة ، والنفس المطمئنة ، فهل النفس هى التى تسيطر على الجسد ؟؟ وتحركه لأهوائها ورغباتها ؟؟ بعد أن تكون قد إحتلت مركزالتفكير والعقل ، أنها مثل قائد السيارة ، تندفع به ، وتوجهه كيفما تشاء ؟؟ وهى مسؤلة عما ينتج من هذا الإستعمال ، سواء بطريقة حسنة ، أو بطريقة سيئة ، فالنفس المطمئنة مثل التى تقود السيارة بحكمة وتعقل ، وتستطيع أن تسيطر على نزعاتها ، لأنها بطبيعتها قدتجنح الى الطيش ، والإندفاع بالسيارة ، وقد ينتج عن ذلك أضرار ، وقد تعاتب نفسها من حين لآخر ، وتحاول السيطرة على نزواتها ، وتقود السيارة بحكمة وتعقل ، وليس بطيش وتهور ،حتى تصبح مطمئنة ، ورصيد صراعها فى هذا ، هو رصيد حسناتها وسيئاتها
ويبدو أن النفس لا ترغب فى أن يموت الجسد ، لأنها تستعمله ، مثل قائد ، السيارة يرغب أن تكون سيارتة فى حالة جيدة دائماً ، والنفس قد تكون هى التى تترك الجسد وتسبح فى أثناء نوم الجسد ، ثم تعود إليه مرة أخرى ، مثل من يترك سيارته ثم يعود اليها بعد فترة لإستعمالها ، ولكنها قد تفاجأ بموت الجسد ، مثل من يفاجأ بأن سيارته لا تعمل عند ما يريد إستعمالها ، فيحاول أصلاحها ، ولذلك قد تحوم النفس حول الجسد الميت ، رغبة منها فى أن تستطيع إستعماله ، ولكن وكما يكتشف قائد السيارة بأن تلك السيارة ، خردة ، ولا تصلح ولا أمل فيها ، فيحاول شراء سيارة أخرى ، فقد تعلم النفس بأن هذا الجسد ليس فيه أمل ، فتظل تهيم سابحة بحثا عن جسد أخر تدخل اليه لتستعمله ، وبالتالى فإن النفس ليست سر حياة أو موت الكائن ، وهى أيضاً لا تعلم من هذا الأمر شيئاً
إذن هناك الروح ، فعندما ينتهى أجل ، تخرج الروح الى خالقها ، وكأنها البطاريات التى لا يعمل بدونها الجهاز ، فهذا الجهاز جاء ومعه بطارياته الخاصة التى لا يعمل بدونها ، ولها عمر معين ، ولا يمكن إستبدالها ، فهى نفخة الله فى الخلية المانحة للطاقة والموجهة لكل الكروسومات والجينات الحاملة للصفات الوراثية ، لكى تنمو وتنقسم وتتشكل ، وحين تسحب البطارية يتوقف كل هذا التوجيه المنظم ، فتبدأ عملية التفكك والتحلل ،
وقد تكون النفس التى وصفت بالحكمة ، وأستطاعت كبت النزوات وأطاعة أوامر الخالق حتى إطمئنت ، هى التى تكون فرحة لزيادة حسناتها ، وهى التى يدعوها الله ، أيتها النفس المطمئنة ، إرجعى إلى ربك راضية مرضية ، فإدخلى فى عبادى ، أى أنت أصبحت فى عداد عبادى الصالحين ، وأدخلى جنتى ، أى أدخلى جنتى لأنك تستحقينها .
وقد تكون النفس الأمارة بالسوء ، هى المرتجفة الخائفة ، قبل أن تواجه يوم الحساب .
وإذا كاتت أسرار الجسد معلومة نوعاً ما ، وإذا كان تكوينها المادى من العناصر أكثر علما ً ، فإن أسرار النفس والروح ، لم تعلم ، فهى ليست بالشىء المادى الملموس ، ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربى ، فمهما وصل العلم من تطور لن يصل الى الروح ، وإذا قلنا أنها مثل البطارية اللازمة للجهاز وليس لها بديل ، فإن الإنسان مهما حاول لن يصل الى صنع خلية واحدة حية ، بالرغم من وجود الخامات ومعرفته لها ، إن الإنسان مع زيادة العلوم والمعارف ، عرف كيف تنمو الخلية ، وتركيب الخلية ، ومواصفاتها ، وإذا أصاب الخلية خلل ، إستطاع أن يعالج نوعا ما خلل الخلية ، فأستطاع أن يعالج بعض الأورام ، وبعض الأمراض والعلل ، إستطاع أن ينمى مزرعة لخلايا ما ، أى يجعلها تتكاثر الى حد ما ، أستطاع أن يجمع البويضة والحيوان المنوى ويخصبهم فى أنبوبة ، ثم يعيد زرع الخلية المخصبة فى الرحم حتى تجد المناخ الذى تنمو فيه .
ولكن أبدا ، لن يستطع صنع خلية حية بالرغم من علمه بمكوناتها ، والخامات كلها متوفرة عنده ، فهى العناصر ، وعرف أنها مكونة من بروتوبلازم وسيتوبلازم ونواة .. و .. وحمض نووى وجينات تحمل 22 زوجا من الكروسومات مسؤلة عن كل الصفات الوراثية من الأنثى والذكر .
الإنسان وأن كان يستطيع أن يعبث بالهندسة الوراثية لإنتاج مواصفات خاصة ، قد يعبث بمورثات لون العين ، او الشعر ، أو قد ينتج مسوخاً بشرية أو حيوانية ، ولكن لن يصنع خلية بسيطة حية واحدة ، لأن هذه الخلية مكوناتها عناصر حية تدور الكتروناتها فى أفلاكها سواء الخلية فى حالة حياة حقيقية أو موت ظاهرى ، والذى يجعلها فى حياة حقيقية ، أى تنمو وتتكاثر ، هو شىء آخر غير مادى ، وليس من العناصر ، وهو الروح ، أو البطارية التى ليس لها بديل ، ويهبها الله لكل خلية بعمر معين ، إذا إنتهى ، تحولت الى التحلل الى العناصر المادية فقط ، ويبدو أن النفس قد تكون من عناصر مادية ، وهى غير مرئية ، ولها إسلوبها الخاص فى الدخول والخروج من الجسم ، وإن كانت على إتصال به بطريقة ما ، وتشعر به ، وهذا ليس بالشىء المستغرب ، إذا كان الإتسان قد إستطاع بالطرق اللا سلكية وعن طريق الأقمار الصتاعية وأجهزة عديدة ،أن يتصل بمن يريد من مسافات شاسعة ويسمعه ويراه ، وهذا هوالإنسان إستطاع ان يسجل الصورة والصوت على شريط صغير دقيق ، وبواسطة جهاز الفيديو إستطاع أن يستعيد مشاهدة ما سجله آلاف المرات ، وها هو الإنسان يبث الصوت والصورة بأجهزة خاصة فى الهواء ، ويستقبل هذا البث الهوائى فى أى مكان ، يبعد آلاف الأميال
ففى ثورة الإتصالات اللا سلكية أصبح من السهل معرفة ما يحدث فى نفس اللحظة من مكان الى مكان ، فهذا ليس بالشىء الغريب ، ولذلك فلماذا لا تكون النفس قادرة على أن تتصل بالجسد الخاص بها حتى وهى هائمة أو بعيدة عنه ،
ويبدو أن الأحلام ، ما هى الا أفكار مختزنة ، حديثة أو قديمة ، ورغبات مخزونة ، تظهر فى أثناء النوم ، فى فترات الصفاء والشفافية العقلى ، عند خروج النفس فى نزهاتها الخاصة .
ولكن لماذا تخرج النفس ؟ تتجول وتترك الجسد ، هذا ما سنتحدث عنه غدا .
ً

No comments: